AN UNBIASED VIEW OF العولمة والهوية الثقافية

An Unbiased View of العولمة والهوية الثقافية

An Unbiased View of العولمة والهوية الثقافية

Blog Article



في هذا التصور، طُرحت ثلاثة شروط أساسية لتفسير حدوث العولمة. يتلخص الشرط الأول في فكرة الأصول الشرقية، التي تُظهِر كيف عمل العالم الغربي على اقتباس المبادئ المستفادة من الشرق وتطويعها وتنفيذها. فلولا إنتشار الأفكار التقليدية من الشرق، ما كانت العولمة الغربية لتظهر بالطريقة التي ظهرت بها. إنما الشرط الثاني في المسافة. فلم تكن التفاعلات بين الدول تتم على نطاق عالمي، بل انحصرت في أغلب الأحيان في آسيا وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء معينة من أوروبا. في ظل العولمة المبكرة، كان من الصعب على الدول أن تتفاعل مع دول أخرى ليست على مقربة منها. مؤخرًا، أتاح التقدم التكنولوجي للدول معرفة ما يجري في الدول الأخرى، لذا يمكن أن تحدث مرحلة أخرى من العولمة.

الجزيرة صحيفة سعودية يومية تصدر عن مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر ومقرها العاصمة الرياض.

تكوين القرية العالمية: أي تحول العالم الكبير إلى ما يشبه القرية لتقارب الصلات بين الأجزاء المختلفة من العالم مع ازدياد سهولة انتقال الأفراد، التفاهم المتبادل والصداقة بين «سكان الأرض».

 ومناقشة الهوية الثقافية في علاقتها بالموروث الثقافي، يجرنا حتما إلى تناول إبدال آخر للهوية، يتعلق الأمر بمفهوم الهوية القومية. إن رصد هذا الأخير رصدا علميا دقيقا لا يتحقق، في رأي نديم البيطار، إلا بشرح تمايزين يتخللانه:

سعي القوى الاقتصادية إلى التحكم في أسواق العالم من خلال التكنولوجيا للحفاظ على تفوقها الاقتصادي وهو ما يسمى العولمة.

 لكن المستطلع لعملية الانبناء التي تعرفها بعض الهويات، من جملتهم الهويات العربية والإسلامية، سوف يرى أن هذه الأخيرة أصبحت مهددة بالنسف بسبب اجتياح العولمة. فالمفكر علي حرب له رأيه في هذا الصدد؛ إذ يعتبر أن خطر العولمة يكمن في التوظيف الإيديولوجي لعناصر استاتيكية مرتبطة بالموروث الثقافي من أجل تعميق الهوة بين الإنسان وكيانه الروحي والحضاري.

لا يمكن - إذن - أن نكره شخصًا نعرف ثقافته، ونعرف هويته التي تميّزه.. ولكننا في المقابل ربما نكره شخصًا ما فقط لأننا نجهله، أو نحتفظ بانطباع سيئ وصل إلينا عن بلده التي قصّرت في تصحيح ذلك الانطباع، وتصدير ما لديها من إمكانات ثقافية، تجعل الآخر يتعرّف عليها عن عمّق؛ ليتحقق بذلك التعاون والتشارك, وليتلاشى التخوّف من المجهول والتسليم للانطباعات المغلوطة.

منظر ليلي لمدينة شنغهاي، الصينية مثال على العولمة والتأثير الأمريكي

كما أن الحفاظ على الثقافة الوطنية لا يعني إقصاء ثقافة الآخر؛ لأننا نحتاج إلى أن نفهم الآخر، ونتعرّف عليه؛ حتى يتسنى لنا تحقيق التبادل الثقافي على أكمل وجه، وإزالة أي فهم أو انطباع خاطئ ناتج من الجهل بالاختلافات الثقافية بين الشعوب. وبذلك تحمي الدول هويتها من التأثير السلبي للخمول الثقافي في نظام العولمة النشط.

أدّت العولمة أيضًا, في جانبها الإيجابي, إلى مدّ جسور العلاقات الخارجية مع شعوب العالم، وفرضت أهمية وضع استراتيجيات محددة ومدروسة لبناء الجسر مع الآخر بتصدير الثقافة (أفلام, أغانٍ, أدب, عروض أدائية, لغات, أزياء, معالم أثريّة ومعمارية, عادات, احتفالات, أكلات.

وبالنسبة لمن يواجهون احتياجاً لتحديد ”من أنا؟“، ”ولمن أنتمي؟“، يقدم الدين إجابات قوية، وتوفر الجماعات الدينية مجتمعات صغيرة عوضاً عن تلك التي فقدت أثناء عملية التمدين.

وعلى الأساس نطرح التساؤلات التالية: هل ما جاءت به الحداثة الغربية من قيم ثقافية تتلاءم وطبيعة الهوية الثقافية للمجتمعات غير الغربية؟ وهل التمسك بالخصوصية الثقافية يعتبر ابتعاداً ورفضاً للعولمة الثقافية؟ وهل يمكن الحديث عن ثوابت ومتغيِّرات في القيم في ظل التغيّرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع؟ ثم هل الهوية الثقافية شيء انتهى وتحقق في الماضي، في فترة زمنية معينة؟ وهل الهوية الثقافية قابلة للتحول والتطور والتعايش مع «عولمة الثقافة»؟

وانطلاقا من التعريفات السابقة، يمكننا أن نعبر عن الهوية الثقافية للجماعة بكونها الخصائص والسمات التي تميزها عن بقية الجماعات، وقد أصبحت وسيلة التعبير عن روح الانتماء ومشاعر الولاء اضغط هنا لدى أبنائها.

هذه بعض الأفكار وغيرها كثير في سبيل مواجهة العولمة وهي وإن فرضت علينا واقعاً ليس من اختيارنا، لكنها لا تستطيع منعنا من العمل.

Report this page